تحاول هذه المکاشفة البحث في أيديولوجية الشعراء وانعکاساتها علي قراءة الأحداث التاريخية العظيمة التي يعاصرونها، والکيفية الجمالية التي يتم بها ترميز التاريخ، وشيفرة أحداثه، والحيل الجمالية للنسق الثقافي لدخول النص. وقد اقتصرت الدراسة علي شعر ابن سناء الملک، وموقفه من جهاد صلاح الدين الأيوبي ضد الصلبيين وانتصاره عليهم في موقعة حطين خاصة.
للمدينة المنورة خصائص خصها الله تعالى بها عن سائر المدن ، حيث سکنت فيها روح النبي الطاهر الأمين صلوات الله تعالى وسلامه عليه ، وهي المرکز الأول لانطلاق الدعوة إلى الله تعالى ودعوة الناس إلى الدين الحق، والهداية المنجية من النار ، وتضم بين جنباتها أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصحبة الطاهرة التي واصلت الدرب مع رسول الله في کل الأوقات ، ونصرته على المعتدين بإذن الله تعالى ، وبناء عليه ترى أن مسلمي العالم کله ,على مر العصور , يتجه إحساسهم نحو تلک البقعة المکرمة من الأرض التي أکرمها الله عز وجل عن سائر البلدان في العالم , ومنهم صاحب الرحلة موضع الدراسة. وتکتسب الدراسة أهميتها من بعدين المکاني , والموضوعي , إذ إنها من جهة البعد المکاني تتعلق ببقعة من أقدس بقاع العالم الإسلامي ، وهي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودار الهجرة ، وثاني الحرمين الشريفين ،وعاصمة الإسلام الأولى وبها المسجد النبوي ، ومثوى المصطفى صلى الله عليه وسلم , أما البعد الموضوعي فهو يتمثل في أن موضوع هذه الدراسة هو "المدينة المنورة في رحلة أنساب الأخبار" ، والذي يدخل في نطاق الموضوعات الحضارية والتي تعد رکيزة أساسية نتبين من خلالها الجوانب الحضارية لهذا البلد , لأنها تتعلق بدارسة حياة الإنسان في مجتمعه.