صورة للأوضاع الاجتماعية وبعض مظاهر العمارة في المجتمع الأندلسي من خلال أشعار ابن عمار الشلبي (422هـ -479هـ/1031- 1089م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس التاريخ الإسلامي- کلية الدراسات الإنسانية - جامعة الأزهر

المستخلص

مما لاشک فيه أن للأدب أهمية جلية في دراسة التاريخ بجميع فنونه وألوانه، فهو يعد انعکاسا صادقا للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية، لأنه يحکي حياة مجتمعا بأسرها، راصداً مواقف کثيرة تکاد لا تذکر إلا في أبيات الشعر، وقد استرعى الانتباه وجود شخصية مشهورة؛ إلا أنها مثيرة للجدل في کثير من مقوماتها، وهي شخصية ذو الوزارتين أبوبکر محمد بن عمار المهري الأندلسي الشلبي الشاعر المشهور؛ فآثرت إلا أترک الباب موصدا دون أن أسير في دروب ابن عمار وأتفقد أشعاره؛ لألتمس منها بعض مظاهر الحياة الاجتماعية ومظاهر العمارة في الأندلس، خاصة أنه تناول کشاعر الکثير منها وعلق عليها في مواضع متفرقة في أشعاره، والتي اختلفت قيمتها الفنية مع اختلاف مکانة الشاعر السياسية.
وقد تناولت المصادر الأندلسية الکثير من المعطيات عن ابن عمار الشلبى، أمثال ابن بسام في الذخيرة، وابن خاقان في قلائد العقيان، والعماد الأصفهاني في خريدة العصر، والمراکشي في المعجب، کل هؤلاء ألقوا الضوء على حياته وأشعاره، وذهبوا إلى تقييم شعره وکل مرحلة من مراحل حياته، وقد استفدت منها کثيراً، فضلاً عن الاستفادة من الدراسة السابقة لصلاح خالص عن ابن عمار الشلبى، التي تناول فيها حياة ابن عمار الاجتماعية والسياسية والأدبية.
وقد أثرت الأوضاع السياسية في عصر ملوک الطوائف الذي عاش به الشاعر على شعره وشعر غيره من الشعراء، فقد قام العصر نفسه على أنقاض الخلافة الأموية وتقاسُم الملوکِ أشلائها، فأخذ بنو صمادح المرية، وبنو ذي النون طليطلة، وبنو الأفطس بطليوس، وبنو هود سرقسطة، وبنو زيري غرناطة وبنو عباد إشبيلية وغير ذلک من الممالک، وبقيام هذه الدويلات عمت الفوضى والاضطراب الاجتماعي والتردي الاقتصادي والضعف السياسي، فضلاً عن رغبة کل ملک في التوسع على حساب الآخر، فلم يتحدوا معاً لمحاربة العدو النصراني وصده عن البلاد، بل استعانوا به لمحاربة إخوانهم، الأمر الذي أدى إلى تفکُّککِ بلاد الأندلس وکان ذلک خطوة على طريق النهاية

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية