الإطار المکاني للمسموع من اللغة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة جنوب الوادي

المستخلص

اختار النحاة من اللغة نصوصًا حفظت سنن العربية وأنماطها، وهي نصوص انتمت إلى قبائل معينة غلب عليها البعد عن مظاهر الترف، وکذا البعد عن مخالطة غير اللسان العربي. وکانت في مقدمة قبائل الاستشهاد قبائل قيس وتميم وأسد ثم هذيل وبعض کنانة وبعض الطائيين، وقد جاء اختيار النحاة وانتقائهم بأسسٍ وضعوها ودقة تقفوها؛ حيث تحروا في تأطيرهم هذا الأصالة في الانتماء للعربية، والخلو من شوائب العجمى؛ ولذا کان أخذهم عمن توسط الجزيرة؛ للاطمئنان لسلامة لغته، وبعده عن مواطن التأثر والمخالطة، وهم في ذلک يبنون للغة قواعدًا ويؤسسون لها ملکًا جديدًا يتقفاه متحدثوها الذين غلب عليهم لسانُ أممٍ جاوروها وأخرى خالطوها بنَسَبٍ.
ولعلّ النحاة ههنا حين تواضعوا على الأنموذج القبلي للغة لم يراعوا غيره ولم يلتزموا لما سواه بتقعيدٍ أو تدوينٍ؛ بل جعلوا للغة أنموذجًا واحدًا جمعوا لأجله ما وافقه وجاء على نهجه، في حين استُبعِد من اللغة ما خالفه، فجعلوا معيارهم في الانتقاء البعد عن التأثر، وهدفهم في ذلک الحفاظ على القرآن واللغة التي أنزل بها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية