الغلاييني وأخلاق التمدن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الأخلاق کلية الآداب جامعة بني سويف

المستخلص

  تعد مؤلفات الغلاييني بمثابة إطارًا مرجعيًا للأخلاق، ذا مضمون هادف... ينم عن ثقافة عميقة ورؤية شاملة لمجريات الحياة وحرکة التاريخ والتطور المجتمعي..  والتحلي بالمنهجية العلمية والتحرر الفکري فضلا عن امتلاکه لحس لاقط لکل ما يموج به الوطن  من انکسارات وانتصارات وتضحيات و آمال وآلام، واستشراف للمستقبل، ورؤية بعيدة لکل ما يزخر به مجتمعنا المعاصر من مضامين التصنيف والإقصاء والتأطير والقولبة والتمييز والطبقية البغيضة.
   وقد عنيت الدراسة الحالية بإلقاء  الضوء على کتاباته التي تعد نقاطًا فارقة في مباحث علم الأخلاق وتجسيدًا للظرف التاريخي والمأزق الحضاري والشروخات الفکرية والتفسخ المجتمعي وتصدع نسق القيم الناجم عن ضبابية الرؤية، مع ربطها بالسياق الثقافى لمجتمعنا المعاصر. وحيث إن المجال البحثي لا تحده حدود... والباحث الحق لا  يتوخى الحذر وإنما عليه أن  يتطرق لموضوعات شائکة على الرغم من وجود المتربصين والظلاميين وخاصة أن الدراسة في مجال الأخلاق لن تکون قاصرة على تناول أعمال المفکرين  فقط، ولکنها تتسع لتشمل السياق الثقافي والتاريخي والسياسي والعقائدي... فالمواضيع متشابکة ومعقدة لاسيما في تناول الاتجاهات الحديثة والمعاصرة وربطها بالخلفيات الفلسفية والظروف الإجتماعية والنزعات السياسية والأطر الفکرية النظرية، کان علينا رصد الظواهر المجتمعية والمتغيرات الفکرية متخذين من "الأخلاق" إطارًا مرجعيًا .
   وقد نستشعر في طرح  الغلاييني وجود علاقة من التوحد بين "الأخلاق" بمعناها الشامل  وبين جميع مناحي الحياة  المتمدنة مکنته من الوصول لمفهومه الخاص عن المجتمع العربي المسلم، وتکوينه لآليات وإشکاليات تقدمه وتأخره. وهنا تکمن أسباب نبذه لتناول الأمور على صورتها الأولية.. وعدم الإستسلام للوضع الراهن... ومحاولة  قراءة الواقع بصورة مغايرة تتسق مع القيم الإنسانية العليا، کاشفاً النقاب عن کل ما يمس عصب الحياة ويعد شوکة في قلب الممارسات المجتمعية عامة في إطار التأثيرات الأخلاقية الموازية للسياقات الفکرية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية