التحليل اللساني لاضطرابات اللغة والکلام: نماذج ومقاربات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس علوم اللغة تخصص لسانيات عصبية بقسم اللغة العربية - کلية الآداب - جامعة القاهرة

المستخلص

   لم تعد اللسانيات بمعزل عن البحث العلميّ التجريبيّ، ولا بمعزل عن الطبيعة وقوانينها، فلغة الإنسان هي جزء من هذه الطبيعة، وهي المسئولة عن بزوغ الوعي في الدماغ، ذلک الوعي الذي يُعدُّ مُرتکزَ فهمِنا لوجودِنا ولأفکارِنا في هذا الکون، بيد أنّ اللغة تتعرض لأنماط من الانتهاک والاضطراب لسبب أو لآخر، فداخل عالَم الدماغ قد تحدث بعض المشکلات داخل منظومات الأبنية العصبية المسئولة عن سلامة البنية النسقية العامة لعمل الدماغ، وقد تکون هذه الاضطرابات مرتبطة بعمل منظومة الذاکرة ضمن نسق التذکّر، أو تکون ذات صلة بآليات الحفظ والاسترجاع والتشفير ضمن منظومة المعجم الذهنيّ، أو تکون ضمن المراکز السمعية والبصرية الخاصة بتشکيل الصور المتعلقة بالمفاهيم التي يُنشئها الدماغ لأجل فهم العالَم، وينشأ عن هذه الاضطرابات کثيرٌ من المعضلات في نطق الکلمات، أو في فهم الدلالة، أو حتى في تشکيل المفاهيم نفسها، وهذه الأمور قد اتسع فيها الکلام، وقام لدراستها مَن لهم دراية بصورة ما، ومَن لا يملکون أدنى فکرة عن مبادئ العلوم العصبية؛ ولذلک فإننا في هذه الدراسة سنحاول رصد أهم ما يراه الباحث من بنود هذه الاضطرابات، مع تقديمها في سياقٍ من التحليل اللسانيّ العلميّ البينيّ، بهدف الوصول إلى إطار معرفيّ مؤسَّس على فهم صحيح ومعلومات مقررة قائمة على التجربة والفحص، بما يؤدي إلى تطوير منهج علميّ يُلتمس في مجال اللسانيات العصبية المعاصرة، قد يفيد منه المهتمون بهذا المجال. 
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية