يمتلک عالم نجيب محفوظ سحرًا من الإغراء والإمتاع لا يقاوم، على نحو شغل معه العقل الأدبي؛ شغله بعالمه القصصي والروائي، وبمستوياته المتعددة، وشخصياته المتنوعة. ووقفت هذه الدراسة أمام واحدٍ من أعمال نجيب محفوظ الفريدة، وهو أصداء السيرة الذاتية کنتاجٍ فريدٍ مميزٍ لکاتبٍ لم يقصد إلا کتابة تفاصيل حياته، واخترنا مرحلة الطفولة فيها لما تحمله من قيمة نفسية وأدبية، وحاولنا استجلاء هذا التداخل الفني البديع بين السيرة الذاتية بصورها الملتقطة في أصداء السيرة الذاتية، وبين فن الرواية وعالم نجيب محفوظ؛ لنرصد صورة الطفل نجيب في الأصداء وکيف تجلت في نظيرتها من رواياته الأخرى، التي حملت بعض شخصياتها ملامح شخصية نجيب؛ وذلک من خلال منهج تحليلي وصفي حاولنا خلاله تحليل المعطيات واستخلاص النتائج.