سهو الأئمة في عقيدة الشيعة الاثني عشرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الدراسات الإسلامية - کلية الآداب - جامعة الوادي الجديد

المستخلص

مثلت عقيدة الإمامة محور الفکر والاعتقاد في فرقة الاثني عشرية، حيث حاول الاثنا عشرية خلق مقام للأئمة مستوحىً من مقام النبوة، حيث ربطوا بين مقام النبوة ومقام الإمامة، وعليه فقد نقلوا کافة المستلزمات العقدية التي يستوجبها مقام النبوة إلى الإمامة، فأوجبوا للإمام عصمة مثل عصمة الأنبياء، ثم قاموا بتطويرها فأصبحت عصمة مطلقة تستوجب نفي السهو والخطأ والنسيان عن الأئمة، ولم يکن هذا المعتقد موجودًا في عقيدة الاثني عشرية، حيث عدَّه بعض علماء الاثني عشرية المتقدمين جانبًا من جوانب الغلو عند قائليه في حق الأنبياء
ومع مراحل الزمن والأحداث تولدت تلک العقيدة وتطورت، وأصبحت من ضروريات الاعتقاد عند الامامية، وقد حاول الاثنا عشرية تثبيت هذا الاعتقاد في نفوس العامة فاستخدموا من الأدلة التي جاءت في حق الأنبياء دليلًا على صدق معتقدهم ، وما وجد من روايات جاءت من الطرق الشيعية مخالفة لهذا المعتقد أوَّلَها علماء الاثني عشرية أو رفضوها معللين ذلک بمخالفتها لأصول المذهب الشيعي ومتطلباته. وعليه فقد حاول الاثنا عشرية خلق إمام يتوافق مع رؤيتهم لهذا المعتقد، فهو " المـــُــخَلص " الذي تتعلق عليه کافة الآمال والمعتقدات الشيعية، فأوجبوا له العصمة المطلقة، ونزَّهوه من کل خطأ أو عيب يقلل من مکانته، أو يفتح مجالًا للطعن فيه، وعليه فهو الإمام المؤلَّه الذي أحيط بکافة أنواع القداسة حتى يتوافق مع المعتقد الاثني عشري. ولما کانت الأدلة التي اعتمد عليها الاlمامية في إثبات هذا المعتقد واهية، ومردودة بضعفها، ولما کانت الاثني عشرية قد تفردت بهذا المعتقد دون غيرها من الفرق الإسلامية، سواء السنية منها أو الشيعية - فإن تهافت هذا المعتقد وعدم الأخذ به أصبح أمرًا حتميًا وضرورة دينيَّةً يقتضيها النص، ويوافقها العقل.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية