الاتجاه النقدي لمفهوم اللذة في محاورات أفلاطون

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الفلسفة اليونانية بکلية الآداب – جامعة العريش

المستخلص

تُعتبرُ اللذةُ إحدى مُتطلبات الإنسانِ بشکلٍ عام؛ حيثُ يسعى کلُّ فردٍ جاهدًا في سبيل تنوِّع خبراته، الوصولِ إلى اللذة. وقد تناولَ أفلاطونُ هذا المفهومَ بالشرحِ والتحليلِ في محاوراتِهِ المختلفة، وجاءَ البحثُ بعنوان " الاتجاه النقدي لمفهوم اللذة في محاورات أفلاطون " ، ودرستُ فيه مفهومَ اللذةِ وطبيعتها من خلال المحاورات الأفلاطونية، وکيف کان أفلاطون ناقدًا لمذهبِ اللذةِ المُتطرِّفِ، الذي يجعلُ اللذةَ غايةَ الحياةِ ومعيارًا للقيم، بل ومقياسَ الأحکامِ الخُلقيةِ کلها. کما وضَّحتُ کيف تطوَّرَ مفهومُ أفلاطون عن اللذةِ في محاوراتِهِ المتأخّرة عنه في محاوراته المبکرة، فکان الخيرُ في محاوراته المُبکرة لا يربطه باللذة، بل کان دائمَ الفصلِ بين اللذةِ والخير؛ من أجلِ الوصولِ إلى قمّةِ السعادةِ تلک التي تُمثّلُ عنده لحظةَ اتصالِ الإنسان بالحقيقة القصوى، إلا أنه جاء في محاوراته المتأخرة وکان أکثر موضوعيّةً واتزانًا؛ إذ أعطى للذة دورًا مهمًا في عملية اتزان الفرد جسديًّا ونفسيًّا.
کما درستُ علاقةَ اللذة بالألمِ عند أفلاطون، وعلاقتها بقوى النفس وأنظمة الحکم؛ إذ أکَّد أفلاطون أنَّ حياةَ اللذة مدعاة للشقاء؛ لأنها لا تقفُ عند حدٍّ معقول، ورغم قبول أفلاطون للذة وجعلها مکونًا ضروريًّا مهمًا من مکونات الحياة البشرية، إلا أنَّ هذا لا يُمثِّل إذعانًا لمذهبِ اللذة؛ حيث رفضَهُ أفلاطون رفضًا قاطعًا في محاوراته المختلفة، وانهالت عليه سهام نقده، فعلى حين يَعتبر فلاسفةُ اللذة أنَّ اللذةَ هي الدافعُ الوحيدُ للسلوکِ البشريّ، إلا أنَّ أفلاطون جعلها إحدى الدوافع وليست الدافع الوحيد للسلوک البشري.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية