الکتابة التاريخية خلال العصر العباسي الثاني البيهقي أنموذجاً (تاريخ البيهقي) (385-470هـ / 995-1077م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

حاصلة على درجة الدکتوراه في التاريخ الإسلامي

المستخلص

إن تقدم الشعوب مرهون باکتشاف شعورها التاريخى وهو الذي يضعها فى الزمان ويجعلها تحدد دورها فى مسار التاريخ وفى أى مرحلة من التاريخ تعيش، فالشعور التاريخى هو شرط الوعى التاريخى، ومع نزول الوحى بدأ الوعى التاريخى عند المسلمين، لأن الوحى وحده کان مصدر المعرفة الجديدة التى أخذها کمعطى مسبق دون تساؤل أو نقاش.
وقد دأب الإنسان على تسجيل تجاربه المختلفة، بمختلف الوسائل وبما تتيحه له ظروف عصره، لإحساسه بأهمية تسجيل تلک التجارب، وشعوره بأهمية إيصالها إلى الأجيال اللاحقة، فلا أمة من الأمم ذوات الملل والدول إلا ولهم تاريخ يرجعون إليه ويعولون عليه ينقله خلفها عن سلفها "خير خلف لخير سلف" وحاضرها عن غابرها. .. ولولا ذلک لانقطعت الوصل وجهلت اليوم ، ولولا التاريخ لضاعت مساعى أهل السياسات الفاصلة.
وإذا کان التاريخ بعامته يحتل تلک المکانة وتلک الأهمية بين العلوم فإن التاريخ الإسلامي لجدير بالاهتمام والدراسة من جميع جوانبه المختلفة، ولذا استمدوا الکتابة التاريخية من المنظور الفکري القرآني للتاريخ الذي سرد في کثير من آياته أخباراً عن الأمم السابقة ومصائرها من منطلق أخلاقي حضاري، لأخذ العظات والعبر منها لکونها تجارب بشرية صالحة للاتعاظ في أي زمان ومکان، لثبات السنن الإلهية في الکون والبشر والتي لن تتغير أو تتبدل حتى قيام الساعة.
والاهتمام بالتاريخ لم يأت من فراغ، فالإنسان عبر تاريخه الطويل مرتبط أشد الارتباط بجذور تاريخه في کل جوانب حياته المختلفة، وما المرحلة التي يعيشها إحدى حلقات السلسلة التاريخية التي ترتبط بسلسلة تاريخيه طويلة وعميقة الجذور فالإنسان تاريخي بجوهره وطبعه، حيث أن وعى الإنسان التاريخي يبدأ منذ إدراکه لنفسه وشعوره بإنسانيته وبإحساسه، لما له فى ماضيه من رصيد تاريخي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية