الدلالات الروحية والخلقية للعبادات عند المحاسبي " الصلاة أنموذجًا ": دراسة تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الفلسفة- کلية الآداب- جامعة المنيا

المستخلص

تنهض العبادات دليلاً على حسن طاعة العبد لله وتعظيمه إياه.فضلاً عنْ دورها الفعّالِ في توثيقِ الصِّلةِ بينَ الإنسانِ والحقِّ منْ جهةٍ، وتحقيقِ کمالهِ الأخلاقي في علاقتهِ بالخلقِ منْ جهةٍ أخرى، وتحصيلُ هذهِ العباداتِ الشَّرعيَّةِ على وجهِ الکمالِ بأرکانِها الظاهرةِ ،ودقائقِها الباطنةِ کانَ مصدرَ إلهامٍ لشيوخِ الصّوفيَّةِ منْ أهلِ العرفانِ ،ومنْ ثمَّ جاءتْ هذهِ الدراسةُ لتکشفَ عنِ الدلالاتِ الرّوحيَّةِ والخلقيَّةِ لواحدةٍ منْ أعظمَ العباداتِ الشَّرعيَّةِ وهيَ الصَّلاةُ عندَ أحدِ أقطاب التصوف السني في عصره وهوَ المحاسبي. وقدْ توصلتُ منْ خلالِ الدِّراسةِ إلى عدةِ نتائجَ منها: ربطَ المحاسبيُّ ربطاً علياً بينَ معرفةِ اللهِ - جلَّ شأنُهُ - منْ جهةٍ، وسائرَ أعمالِ البرِّ منْ جهةٍ أخرى، وجعلَ العلاقةَ بينهما طرديَّةً، فکلما کَمُلتْ معرفةُ العبدِ باللهِ، کَمُلتْ معها أعمالهُ على وجهِ التمامِ والعکسُ صحيحٌ، فالمعرفةُ مفتاحُ وأصلُ کلَّ ما يقومُ بهِ الإنسانُ.تتبدى جدةُ آراءِ المحاسبي وتفردهِ في آرائهِ حينَ يُؤکدُ على ضرورةِ حضورِ العقلِ في الصَّلاةِ بأرکانها المختلفةِ، بلْ ويجعلهُ وسيلةً للتحققِ بمقامي الإيمانِ والإحسانِ بکلِّ ما ينطويانِ عليهِ منْ دلالاتٍ روحيَّةٍ وخلقيَّةٍ، وهوَ ما يعکسُ أهميةَ العقل ومکانته الرفيعة عنده.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية