سياسة البابا جريجوري التاسع (1227-1241م ) تجاه المهرطقين الألمان 1227-1234م " فلاحو ستدنجر أنموذجًا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم التاريخ - کلية الآداب بقنا- جامعة جنوب الوادي

المستخلص

على الرغم من توجه آباء الکنيسة الأوائل نحو حرية الاعتقاد، وعدم اضطهاد المخالفين للعقيدة المسيحية، وهو المبدأ نفسه الذي ناضلت المسيحية من أجله في ظل الإمبراطورية الرومانية" الوثنية" بعد سنوات من الاضطهاد والعنف، إلا أن ذلک لم يمنع الکنيسة ورجالها من تعقب المخالفين، وتوقيع العقوبات الجسدية والمادية عليهم، ووصفهم بالزنادقة أو المهرطقين، وهي التهمة التي خُصصت من أجلها عقوبات قاسية آنذاک کالحرمان الکنسي، وتجريد الممتلکات، والسجن والتعذيب.
وقد أدت الکنيسة البابوية دورًا مهمًا في  مقاومة أصحاب الفکر المخالف، حيث وضعت کنيسة روما ورجالها على عاتقهم مهمة إدانة الهراطقة؛ اعتمادًا على تأثيرهم الروحي الکبير وآرائهم في ماهية العقيدة الصحيحة، من خلال إرسال الخطابات البابوية إلى مختلف أنحاء القارة الأوربية، حيث نادوا في خطاباتهم بضرورة توقيع أقصى العقوبات على المنشقين بوصفهم خارجين عن الدين، ولتأثيرهم السلبي على المجتمع والکنيسة على السواء،  کلفت البابوية عددًا من المندوبين أُطلق عليهم" محققين" للبحث والتقصي عن الهراطقة، ومن ثم محاکمتهم.
والملاحظ أنه على الرغم من ظهور عدد من الحرکات الهرطقية المنتمية للمعتقدات الشيطانية، والتي تصدت لها الکنيسة بکل قوة، ورغم أن قضية الهرطقة قضية دينية إلا أنها کانت لها أبعاد سياسية، حيث وجدها رجال الکنيسة فرصة في کثير من الأحيان من أجل إقصاء الخصوم السياسين والمخالفين لتعاليم الکنيسة.
وقد اعتمدت الدراسة على مجموعة من الخطابات البابوية، لاسيما المراسلات الخاصة بالبابا جريجوري التاسع(1227-1241م) والمتعلقة بالفترة موضوع الدراسة، بالإضافة إلى حوليات التاريخ الألماني وأرشيف الفاتيکان، ومجموعة وثائق التحقيق مع المهرطقين، والسير الذاتية، والعديد من المصادر الأخرى.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية