النحو القرآني وإشكالية التصنيف: بحث في الأسس المعرفية لعلاقة العلم بموضوعه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العلوم اللغوية بقسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب - جامعة بني سويف

المستخلص

           يهدف هذا البحث إلى إعادة قراءة معطيات نظرية النحو القرآني التي اقترحها بعض اللغويين العرب المحدثين، في ضوء إشكالية التصنيف. وهي إشكالية مركبة تتفرع إلى إشكاليات ثلاث: إشكالية إبستمولوجية، وإشكالية نظرية، وإشكالية إجرائية.
          أما الإشكالية الإبستمولوجية فتتعلق بسؤال النموذج؛ بمعنى: أيُّ الحقلين يشكِّل نموذجًا بالنسبة للآخر: النحو أم القرآن؟ هل استُعْمِل النحو بوصفه وسيلة لدراسة النص القرآني، أم أن النص القرآني استُعمِل نموذجًا لعرض القضايا النحوية التي أثارها النحويون في مناقشاتهم؟
          وأما الإشكالية النظرية فتفرض نفسها على مختلف الدارسين للنص القرآني من الزاوية النحوية أو الإعرابية، وتتلخَّص في السؤال الآتي: أي شكل من أشكال النحو يمكن استثماره في مقاربة النص القرآني؟
           وأما الإشكالية الإجرائية فتطرح نفسها من جانب محدَّد هو علاقة النحو، بوصفه جهازًا مفاهيميًّا وإجرائيًّا، بالقرآن الكريم بوصفه نصًّا مقدَّسًا. بعبارة أخرى: كيف بنى النحويون ممارستهم الإجرائية؟ وما مدى ملاءمتها للمبادئ العامة التي تستند إليها نظريتهم النحوية؟ وهل تختلف الممارسة باختلاف المادة اللغوية؟
          وقد تبين لنا بعد البحث أنَّ (نظرية النحو القرآني) تتصف بالتجريبية؛ من حيث قلة التنظير لها، وعدم الوعي بما تفرزه الإشكاليات السابقة من آثار سلبية، على مستوى العلاقة بين العلم وموضوعه؛ ومن ثمة فهي صيغة انتقائية اختزالية لا تتمتع بمحتوى معرفيٍّ متماسك أو جهاز قاعدي محكم يؤهِّلها لحيازة مصطلح (النظرية)، كما تبين أنَّ (النحو القرآني) مصطلح غير نسقيٍّ؛ لكون مفهومه ينفصل عن النَّسق المعرفي الذي يؤطِّره، وهذا الانفصال سببه عدم الوعي بالأسس المعرفية التي بُني عليها النحو العربي.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية