الموقف النقدي من النظام العالمي الجديد (إمبراطورية العولمة): دراسة في فلسفة أنطونيو نيجري السياسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الفلسفة - کلية الآداب -جامعة الفيوم

المستخلص

       يناقش البحث مفهوم النظام العالمي الجديد( إمبراطورية العولمة )الذى يتحكم فيه الدول الرأسمالية الكبرى حيث تزاوج المال والسلطة ، وهيمنته على الدول الفقيرة من خلال فرض أفكاره وقيمه عبر نظام العولمة ، وقد ظهرت الإمبراطورية على أنقاض النظم الإمبريالية الغاشمة، ويتمثل الفرق بين النظامين فى أن الإمبريالية تقوم على فكرة المركز (الدولة المستعِمرة) والأطراف( والدول المُستعمَرة)،أما إمبراطورية العولمة فليس لها مركز إقليمي للسلطة فهي آداة حكم لا مركزية لا يحدها حدود مكانية، ولكن ما يجمعهما هو ظلم الدول الفقيرة ،وأوضح البحث دور نيجري فى كشف مساوئ تلك النظام الأمبراطوري المتمثلة فى:غياب الديمقراطية الحقيقية، ضياع حقوق الإنسان،عدم وجود عدالة اجتماعية، انتشار الفقر الحيوي، كثرة الحروب، وتحكم الدول الكبرى في منظومة المعرفة،مع بيان كيفية التخلص منها عن طريق اتحاد الجمهور عبر الأثير أيضا لمناهضة الإمبراطورية من داخلها والقضاء عليها، لخلق إمبراطورية جماهيرية جديدة قائمة على الحرية والمساواة والعدالة وكل ما يخص حقوق الانسان، وقد تمثلت أهم نتائج البحث:
أولاً-غياب التنوع الفكري وضياع الهويات الذاتية للأفراد والشعوب في النظام العالمي الجديد بسبب سيطرة الدول الرأسمالية الكبرى على منظومة المعرفة بكافة أشكالها. ثانياً- مظالم النظام العالمي الجديد هى السبب الرئيسى في ظهور كافة الحركات الإرهابية الدولية، فإرهاب الدول هو الدافع لإرهاب الأفراد والجماعات.
 ثالثاً-عدم اقتصار حركات التغيير في الإصلاح على فئة معينة كالبروليتاريا أو حركة اليسار أو اليمين بل امتدت لتشمل كل من وقع عليه مظالم الإمبراطورية وهو ما يطلق عليهم مصطلح "الجمهور".
 رابعاً-غياب دور المنظمات الدولية عن دورها المنوط بها في تحقيق العدل والحريات والمساواة والأمن، وعلى رأسها مؤسسات الأمم المتحدة حيث اختزل دورها في خدمة الدول الكبرى.
 خامساً- إن مظالم النظام العالمي الجديد قد تؤدى مستقبلا لتزايد عمليات مسلحة وممنهجة ضد مصالح الدول القوية في كافة أنحاء العالم كما حدث فى أحداث 11سبتمبر بالولايات المتحدة الامريكية. وجاءت التوصيات متمثلة في:
1-   تشجيع الصناعات المحلية فهى تؤدى للتقليل من هيمنة الدول الراسمالية المتحكمة فى دول العالم الفقيرة، وأن يكون الاستيراد في نطاق الضروريات فقط
2-    إبراز الشعوب-من خلال شبكة العولمة- لهويتها والحفاظ عليها ضد تلك الإمبراطورية
3-   تأسيس هيئة تكون بمثابة قائد للجمهور تتكلم بلسانه لدى الدول الكبرى المسيطرة على النظام الإمبراطوري العالمي، فعدم وجود رأس للجمهور سيجعله يدور دومًا في الإطار النظري فيما يخص مطالبه، فما فائدة الجسد عندما يكون مقطوع الرأس! وأن يكون هناك تواصل مستمر ومنظم بين الجمهور وبين تلك الهيئة لتكون هناك آلية في تجميع الجمهور حول قرارات ما، وخاصة حين يحين لحظة الانفجار والقطيعة، وخاصة أن الجمهور بدون قائد يسهل تفكيكه بزرع الفتن من داخله.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية