الاستراتيجية التوجيهية في خطبة عيد الفطر بالحرم المكي لعام 1441هـ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ البلاغة والنقد المشارك بقسم اللغة العربية - كلية الآداب- جامعة الملك فيصل

المستخلص

التَّواصل الإنساني مطلبٌ من مطالب الحياة، وله أشكال عدَّة تتنوع وفقًا للوسائل والغايات، منها الخطب الدينية عند المسلمين التي تعد وسيلة للتوجيه والتذكير.
        ومن الخطب الدينية خطبة العيد، حيث تكون المساجد مكتظة بالمسلمين، وتتضمن تلك الخطبة -دومًا- التعبير عن فرحة العيد والتذكير بتعاليم الدين الحنيف، بيد أن بُعيد منتصف عام 1441هـ حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ أتت الجائحة، وما أدراك ما الجائحة؟ فحالت بين الناس والاجتماعات، وعمَّت التوجيهات والتعليمات والاحترازات في شتَّى بقاع المعمورة دينيًّا وطبيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، وجاء عيد الفطر ولم تنكشف الغمَّة، فكانت خطبته استثنائية؛ إذ كان عدد الحضور محدودًا من المصلين في جميع المساجد، وحتَّى الحرمين الشريفين. وقد استمعتُ إلى (خطبة العيد في الحرم المكي) للشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد فتأمَّلتُ كيف ساق الخطيب التوجيهات فيها بما يلائم المقام الجديد والحال الراهنة؟ فعزمتُ على دراستها لاستكناه جوانب من تركيبتها الخِطابية؛ لتبيُّن طبيعة الخطاب في زمن الوباء.
وانتظمت الدراسة في مقدمة ومباحث ثلاثة، تناولتُ في المبحث الأول خطبة العيد من زاويتي السياق والقراءة، وخصصتُ المبحث الثاني للتوجيهات الصريحة، وعرضتُ في المبحث الثالث التوجيهات المضمرة، وتوَّجت البحث بخاتمة تضمنت زمرة من النتائج، لعلَّ أهمها: أنَّ الخطيب لجأ إلى الاستراتيجية التوجيهية في بناء خطبته التي جاءت أمشاجًا من الأفعال التوجيهية الصريحة، إلا أنَّ الأمر والنداء تصدَّرا في الخطبة، كما اتكأ الخطيب -أيضًا- على التوجيه المضمر المصحوب بالاستدلال تارة وذكر العواقب الناجمة عنها تارة أخرى، فكانت شفاء للنفوس المخاطَبة من مشاعر الخوف والضجر التي تسرَّبت إليهم بفعل الوباء المتفشي.

الكلمات الرئيسية