تحليل الخطاب السجالي: رسالة " تداعي الحيوان على الإنسان أمام ملك الجان" لإخوان الصفا وخلان الوفا أنموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية - كلية الآداب- جامعة أسيوط

المستخلص

يسعى هذا البحث إلى تحليل الخطاب السجالي في الرسالة الثامنة من رسائل "إخوان الصفا وخلان الوفا" الموسومة بـ "تداعي الحيوان على الإنسان أمام ملك الجان". وهي مدونة من مفعمة بالسجالات، وفي المقابل دار حولها سجالات بين المفكرين، باعتبارها مشروعا علميا قَدَّم ادعاءات إيجابية، وأخرى سلبية حول موثوقية العلاقة بين الحيوان والإنسان، وأَطَّرَ الدفاعات المتعارضة المتعلقة بالهيمنة في مقابل نزع الشرعية في ساحة أيديولوجية التعايش في تلك المواجهة الجدلية التي تفهم على أنها التطور الديناميكي لتعريف الذات. ويروم البحث إلى تقديم رؤية إيبستمولوجية لفهم الخطاب السجالي بوصفه خطابا له تقاليده الخاصة، وخصوصياته النوعية في الصياغة والتحليل، تُمَيِّزُه عن بقية الخطابات الأخرى، وتضبط حدوده. وحاول البحث الإجابة على مجموعة من الأسئلة: ما مفهوم الخطاب السجالي؟ وما آلياته؟ وما أبرز سماته؟ وكيف يخرج من الحوار والمفاوضة الحميمية إلى منازعة الخصوم؟ وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج منها: أن كل من الإنسان والحيوان يَدَّعي أنه وحده الحامل للحقيقة والمُعَبِّر عنها؛ ولهذا لم يوجد موقع محدد يحتله أطراف السجال في الظهور على المنافس، بل تنازع المواقع، بحيث يربك أحدهما الآخر، ويحدث قلبا للوضعية، أو قلقا لموقعه بقلب الشفرة وتحويلها إلى شفرة مضادة، وأن الحيوانات كانت متفوقة في السجال على الإنسان وعملت على هدم جميع حججه ما عدا الحجة الأخيرة التي أوقفت السجال في نهاية الرسالة، كما ظهر في الدراسة أن الحيوانات لم تَعْتَنِ ببناء صورة لذاتها بقدر سعيها إلى هدم إيتوس الإنسان وتشويه صورته الأيديولوجية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية