الفكر الاقتصادي الإسلامي عند الإمام أبي بكر الخلال

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الدراسات الإسلامية - كلية الآداب - جامعة سوهاج

المستخلص

يمر العالم الآن بأزمات اقتصادية متتالية، وتحاول مختلف الأنظمة الاقتصادية إيجاد حلول للخروج منها أو مواجهتها، ولما كانت شريعة الإسلام خاتمة الشرائع؛ فإن الله -عز وجل- أودع هذه الشريعة نظامًا متكاملًا يهتم بكل جوانب الحياة، ويتكفل بإصلاح دنيا الناس وعمارتها، كما يهتم بإصلاح أخراهم.
ولا يعقل أن تكون هذه الشريعة خاتمة للشرائع ثم تهمل الحديث عن الاقتصاد الذي هو عصب معاش الناس، وسبيل عظيم من سبل عمارة الأرض؛ لذا فقد وضع الإسلام قواعد نظامه الاقتصادي، وضوابطه، وبَيَّن مقاصده، وسبل علاج ومواجهة المشكلات الاقتصادية التي يمكن أن تتعرض لها المجتمعات، كل ذلك في إطار قواعد الشريعة، ومقاصدها الكلية.
وقد حاول علماء المسلمين على مر العصور إبراز معالم نظامهم الاقتصادي، وبيان أسسه، وقواعده، وقد نشروا أفكارهم الاقتصادية الإسلامية بغية تنمية مجتمعاتهم، ومواجهة المشكلات الاقتصادية التي تعرضت لها.
ويعد هذا البحث محاولة للكشف عن فكر عالم كبير من علماء المسلمين وأئمتهم، وهو الإمام أبو بكر الخلال؛ إذ ألف كتابه (الحث على التجارة والصناعة والعمل) لبيان معالم النظام الاقتصادي الإسلامي، وإسهامًا منه في رسم طريق التنمية الاقتصادية في إطار الشريعة الإسلامية؛ لذا جاء هذا البحث بعنوان: (الفكر الاقتصادي الإسلامي عند الإمام أبي بكر الخلال).
ويهدف هذا البحث إلى بيان الفكر الاقتصادي الإسلامي عند الإمام أبي بكر الخلال من خلال تحليل النصوص والآثار التي أوردها في كتابه (الحث على التجارة والصناعة والعمل والإنكار على من يَدَّعي التوكل في ترك العمل والحجة عليهم في ذلك)، واستنباط معالم فكره الاقتصادي الإسلامي.
وقد توصل البحث إلى عدة نتائج، منها:

بَنَى الإمام أبو بكر الخلال فكره الاقتصادي الإسلامي على عدة أسس رئيسة، من أهمها: تشجيع العمل والإنتاجية، وإتقان الحرفية والصناعة، وربط السلوك الاقتصادي بالعقيدة، والتكافل الاجتماعي، وتنوع الموارد الاقتصادية، وهذه الأسس تشكل الركائز التي يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي من وجهة نظر الإمام الخلال.
أَولى الإمام الخلال مسألة (صناعة المال في الاقتصاد الإسلامي) اهتمامًا بالغًا؛ إذ أورد النصوص الدالة على أهمية صناعة المال، وطرقها، وضوابطها، ومقاصدها.
اهتم الإمام الخلال ببيان أهمية ترشيد الاستهلاك، والرفق والاقتصاد في الإنفاق، وهذا مما لا شك فيه له أهميته في حفظ المدخرات، وتنمية الاستثمار، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
تعد التوعية الثقافية، وتنمية الموارد البشرية، والتنشئة الاقتصادية، من أهم الأمور التي حاول الإمام الخلال لفت النظر إلى أنها تعد حلولًا لمشكلة البطالة وترك العمل.

الكلمات الرئيسية