المدرسة المعتزلية بين الحرية والجبرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الفلسفة كلية الآداب- جامعة المنصورة

المستخلص

المدرسة المعتزلية هي المدرسة دافعت عن الحرية الإنسانية دفاعاً رفضت معه حتى أن يكون لله تعال أي دور في توجيه الفعل الإنساني أو التأثير عليه، ولذا جاءت أبحاث المعتزلة في مجال الحرية الإنسانية لتؤكد على أمرين :
الأمر الأول: تأكيد حرية الإرادة الإنسانية والفعل الإنساني، وبالتالي إثبات المسئولية الإنسانية كاملة.
الأمر الثاني: تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الظلم وفعل الفواحش.
أي إن المعتزلة أرادت بأبحاثها في مجال الحرية الانسانية أن تضع حدوداً وفواصل واضحة بين ما للإنسان من إرادة وفعل وبين ما لله تعالى من إرادة وفعل. وهو ما يتجلى بوضوح لديهم من خلال مسألتين هما: الأولى: الإرادة الإلهية والإرادة الإنسانية. الثانية: الفعل الإلهي والفعل الإنساني.
وترتبط مسألة الحرية الإنسانية وتتفرع لدى المعتزلة إلى أصلين من أصول المعتزلة الخمسة، ألا وهما أصلا التوحيد والعدل.
فأصل التوحيد لزم منه لدى المعتزلة أن الله تعالى واحد في صفاته وأفعاله، فلا شبيه له ولا مثيل من مخلوقاته في صفاته وأفعاله. ويلزم من أصل العدل أن الإنسان مسؤول عن أفعاله وأنه معاقب عليها ومجازى في الآخرة، وأن أفعاله هذه هي سبب دخلوله الجنة أو النار.
لكن هذه الحرية التي عاش المعتزلة من أجلها سرعان ما طعن فيها من قبل فكرتهم في شيئية المعدوم، تلك الفكرة التي تعني القول بسبق الماهية عن الوجود، وأن هذه الماهية لا تأثير فيها من قبل موجود ما حتى من الله تعالى نفسه.
والقول بثبات الماهية يخضع الإنسان لجبرية لا يمكنه الفكاك منها، بل تمتد هذه الجبرية الماهوية إلى السلوك الإنساني فتؤثر في اختياراته من الإيمان والكفر.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية