تشكلات الخبر، دراسة تطبيقية في ضوء النقد النحوي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية - کلية الآداب - جامعة جنوب الوادي

المستخلص

إنّ النقد على عمومه ليس بغريب في مجال العلوم الإنسانية؛ حيث لا نكاد نجد علمًا من العلوم أو فنًا من الفنون قد خلى من مظهر نقديّ أو نزعة نقدية في جانب أو أكثر من جوانبه؛ وذلك لحاجة هذه العلوم للوسيلة النقدية؛ حيث إنّها المنهج الأمثل في الوقوف على مواطن الضعف والخلل، والعمل على تصويبها أو تجنبها، وهذا حاصل في كلّ العلوم، ومنها الدراسات اللغوية.
ولا يخفى أن القاعدة النحوية تعدّ أهم معايير النقد القادرة على تقييم نصوص اللغة ونقدها، ومن هنا فقد صار النقدُ النحويُّ مصطلحًا من المصطلحات التي ذاع صيتُها في الدرس العربي الحدیث، فرأيناه في النظريات النحوية الحديثة، خاصّة المهتمة باللسانيات وتماسك النصّ وغيرها، وتدور جُلّ معاني النقد في اللغة حول المناقشة والموازنة والجدل  والفحص  والحكم وتمييز الجيد من الرديء.
وعلى الرغم من الاهتمام الذي حظي به موضوع النقد اللغوي والنحوي تحديدًا، فإنّ مفهوم النقد اصطلاحا لم يتحدد عند كثير من النقاد والدارسين، ومن هنا راح الكثير منهم يؤكد على صعوبة تحديده تحديدا علميا دقيقا، إلا أنه يمكن القول إنّ النقد هو فن تقويم الأعمال الأدبية والفنيّة وتحليلها تحليلا قائما على أساس علمي.
ولقد كان الجدل والنقاش وليدَ تأثير الثقافة الواردة إلى اللسان العربي، فتأثر النّحاة بالجدل الأرسطي، وبالأسلوب السوفسطائي، وأغرموا بعلم الكلام، وكانوا يواجهون رأي الخصم بالحجة، وعلى الرغم من ذلك فإننا نؤكّد القول بأن النقد عند العرب كان فطرياً، نابعا من قريحتهم السليمة، وسليقتهم العربية الصافية من شائبة اللحن.
وينقسم النقد عامّة إلى ثلاثة أنواع: النقد الأدبي، والنقد اللغوي، والنقد النحوي، فأمّا النقد النحوي – موضوع البحث- فهو المعنيُّ بما يوجهه الناقد من تعليقات وانتقادات للنحو العربي ومنهجيته، وكذلك معنيٌّ بالخلاف النحوي والجدل الدائر بين النحاة أنفسهم في مسائل النحو المختلفة.
وقد اقتصر البحث على تتبع المواقف النقدية التي توجَّهت للخبر بأنواعه في النحوي العربي، عارضا لآراء النحاة على اختلاف مذاهبهم، ومرجحًا للرأي الصواب متى وجدت الحاجة إلى ذلك، وقد تبين للباحث ضرورة أن يتحلى النقد بالموضوعية والحيادية، بعيدا عن العصبية واتباع الهوى، حتى لا يقع صاحبه في مقصلة المتخصصين. والله أسأل التوفيق والسداد.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية