بلاغة النسق الترتيبي في البيان القرآني (الانفطار والانشقاق أنموذجًا)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ البلاغة والنقد الأدبي المساعد بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي

المستخلص

تتكاثر آليات جمال النظم وجلاله في البيان القرآني، فلا تقف عند حد النظم الداخلى المعجز بين كلماته وعباراته وآياته، متخطية حدود التناسب الداخلي إلى تناسب آخر يربط السور بعضها ببعض في عقد متناسق غاية التناسق؛ لتكشف عن إحكام يوازي دقة إحكام نظمه الداخلي، يتجلى هذا في بديع نسقه الترتيبي، ومن ثم جاءت هذه الدراسة لتقف على جوانب هذا النظم الترتيبي المتوازن الذي يأخذ بعضه برقاب بعض، فيقف على تداخل العلاقات بين سورتين تتصلان بالتحول الأخروي؛ هما الانفطار والانشقاق؛ ليبين من خلالهما دقة اختيار اللفظ المعبر عن أهوال القيامة المتصاعدة، وكذلك الكشف عن علاقة السورتين بخمس سور تحيط بهما وترتبط معهما ظهورا وخفاء للكشف عن أحوال اليوم الآخر، وما هو معلوم أن الترتيبين سواء ترتيب النزول أو ترتيب المصحف؛ يتضح من خلالهما أن الانفطار يسبق الانشقاق، هذه العلاقة حملت الدراسة على النظر في تقارب العنوان معجما ومصحفا ونزولا؛ لتميط اللثام عن دواعي تصاعد الأهوال وأسبابها، مع بيان تأثير ذلك على النظم الداخلى وسياقه، وقد تبين من خلال الدراسة تقارب السورتين في النظم الداخلي عن طريق تكرار تسع قضايا مشتركة بين السورتين تعرض لها البحث تحت عنوان التكرار بين السورتين، كما عني البحث بالنظر في أثر سريان العنوان داخل مضمون النص، ثم عرض لظاهرة تحول النظم من خلال أسلوب الالتفات الذي تنسجم مظاهره مع التحولات الخارجية للأحداث، وكذلك تطرق البحث لعدد من القيم التأثيرية الإقناعية للأساليب المعنوية واللفظية في حجاج منكري البعث، وأخيرا ختمت الدراسة بالنظر في الفواصل التي أكدت هذا التقارب بين السورتين في النظم، فقد تساوت كلمات فواصلهما في الاسمية والفعلية، وفي الفاصلة المفردة، وتقاربت فيهما أصوات الروي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية