الاستجابة المصرية للقضية الفلسطينية في خطابات رئيس الجمهورية: دراسة تحليلية للفترة من 2014-2023

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم علم الاجتماع كلية الآداب - جامعة الفيوم

المستخلص

انطلاقًا من كون شخص رئيس الجمهورية، رأس النظام السياسي، هو عامل مستقل مؤثر في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، خصوصًا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية المصرية تجاه القضايا الإقليمية والدولية، بصرف النظر عن أهمية أجندة السياسية الخارجية للدولة، والتي قد تصيغ شطرًا كبيرًا من توجهات شخص الرئيس، فإن الدراسة الراهنة تسعى إلى الكشف عن الاستجابة المصرية للقضية الفلسطينية والحلول المطروحة لحلها عبر خطابات رئيس الجمهورية في الفترة من 2014 إلى 2023، وذلك عبر فض اشتباك المصالح والالتزامات الوطنية مع السياقات الدولية والإقليمية.
وبحسب ذلك، تعتمد الدراسة على تحليل هذه الخطابات من أجل بيان مسارات الاستجابة المصرية بالقضية الفلسطينية وجهود التسوية التي يطرحها؛ أي مجمل الأفعال وردود الأفعال تجاه هذه القضية، وذلك بالنظر إلى المتغيرات الداخلية والخارجية والمصلحة الوطنية المصرية. ومن ثم استندت الدراسة إلى مقاربة منهجية تعتمد بشكل رئيسي على التحليل النقدي للخطاب عند نورمان فيركلاوف، حيث تم حصر كل الخطابات الرئاسية التي تحدثت عن القضية الفلسطينية من ساعة بدء كل حرب من الحربين الإسرائيليتين على غزة (2014و 2023) وحتى نهاية العام الذي حدثت فيه كل حرب منها (حتى 1 نوفمبر 2023)، وذلك بناء على افتراض أن هذه الحرب ستجبر السياسة الخارجية المصرية على إعادة تصدير القضية الفلسطينية للمشهد، حتى لو لم تكن كذلك، وبالتالي نتوقع ان يكون هناك ثراء خطابي في هذه الأوقات، ومن ثم تم حصر عدد 6 خطابات في عام 2014، و3 خطابات في عام 2023.
وخلصت الدراسة إلى أن أهم أوجه الاستجابة المصرية للقضية الفلسطينية كما عكستها نصوص خطابات رئيس الجمهورية تمثلت في: الترويج للقضية والحق الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية، التأكيد الدائم والمستمر على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، الرفض القاطع لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدولة المصرية أو على حساب أية دولة أخرى. وكانا السياقان الاقتصادي والسياسي -الداخلي والخارجي- بمثابة محركين فاعلين للاستجابة المصرية للقضية الفلسطينية، حيث كانت السياقات الاقتصادية والسياسية حاضرة دائمًا في خطابات رئيس الجمهورية، ومُشكِلة للفعل وردود الفعل المصرية بشأن القضية الفلسطينية. فبالإضافة إلى المحددات الاقتصادية والسياسية الوطنية، وموازين القوى الدولية، كانت المصلحة المصرية الوطنية، فضلًا عن مصلحة النظام، هي أهم محددات السلوك الخطابي للرئيس، ومع ذلك، لم يغب عن هذا السلوك مصلحة القضية الفلسطينية إبان الحروب التي خاضها الكيان الإسرائيلي المحتل ضده، وبالتالي كانت هذه المصلحة محددًا آخر لهذا السلوك الخطابي للرئيس.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية