حوار الحضارات في فلسفة روجيه جارودي " من منظور تأملي ونقدي وعملي"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس فلسفة التاريخ والحضارة - کلية الآداب - جامعة جنوب الوادي

المستخلص

     يتناول هذا البحث شخصية فرنسية ذات طابع خاص, إنه الباحث عن الحقيقة في صورتها الايديولوجية الواضحة إنه الفيلسوف روجيه جارودي.
     إن حوار الحضارات عند جارودي لا يشكل موقفًا نظريًا فكريًا تأمليًا فقط, بل يشكل أيضًا مكانة عالية من زاوية التطبيق العملي, لأن الحضارة هي حضارة إنسان يعيش  فعليًا على هذه الأرض.
     أراد جارودي تتبع دراسة الحوار الحضاري في أبعاده بغية إصلاح العالم, وذلك من خلال محاولته الدؤوبة في توضيح مدى فشل فكرة الصدام الحضاري, وفي هذا نرى جارودي – جليًا- شخصية تسعى بكل عقلانية وفاعلية معرفية إلى توضيح أهمية بل وحتمية الحوارالحضاري, أي تفاعل الحضارات وليس صدامها, صداقة الحضارات, وليس عدوانيتها.
    يكشف البحث أن جارودي ضد عبادة الغرب رغم أنه غربي فرنسي, وذلك من منطلق نقده الموضوعي لما يحدث من مواقف غربية تجاه العالم كله وتجاه الشرق بصفة خاصة, ولذلك يرى  جارودي أن الغرب عرض طارئ  لا بد له من زوال , فهو لا شك سيصل إلى الانحلال.
    إن جارودي يرى المشهد الغربي هكذا سيكون , وذلك لأن الغرب في نظره هو المسئول الأول عن تخلف العالم الثالث, بل هو صانع للتخلف. إن جارودي يحارب - وبقسوة - قوة عقدة الغرب في التفوق المزعوم ولذلك كان التوجه الأيديولوجي عند جارودي هو قضايا الإنسانية في المقدمة, فهو يسعى إلى إنسانية بلا حروب ولا صراعات.
     أرادت الباحثة من هذا البحث أن تضع بصمة جديدة على فكر جارودي، بل وكشف النقاب أيضًا عن الغامض فيه, ولذلك كان المنهج الملائم لذلك هو المنهج التحليلي النقدي, والذي بمقتضاه يمكننا الوصول إلى الأبعاد المتعددة للنظرية الحضارية الجارودية ونقدها.
أما نتائج هذا البحث فهي متعددة المستويات ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر:

تصنيف جارودي – عندنا – على أنه وجودي معاصر يبحث في قضايا الوجود العام والوجود الإنساني وهو بالتالي فيلسوف القيم الإيجابية إنها قيم الحق والعدل والمساواة والحرية والفضيلة كما انه ضد كل ما هو سلبي.
الإنسان عند جارودي هو صانع التاريخ والحضارة ولذلك فهو ينتظر منه الفاعلية والنشاط الدائم والقدرة على صنع المستقبل بنظرة تنبؤية تفاؤلية ذات طابع خاص وجاد.
كان لجارودي أفكاره الخاصة ومواقفه وانحيازاته بما يتوافق مع رؤيته الأيديولوجية, ودراسته العميقة للحضارات والشكل الهيكلي والمضموني لها والوعي الحقيقي بها.
التأكيد على فشل الحضارة الغربية – كما ترى الرؤية الجارودية- لأن أساسها واهن إلى جانب إحساسها المزعوم بأنها الأقوى , بل وسيادة الأنا العليا عليها.
دعوة خالصة من جارودي إلينا جميعًا لإيقاظ الوعي الثقافي وإعادة هيكلته بما يتوافق مع الوقوف عند نقطة أو مرحلة معينة, دون الانطلاق إلى مرحلة أخرى تقدمية.
إذا كان جارودي يرى أن صدام الحضارات حاير من أجل الوقوف ضد الإسلام وآسيا، فإن الباحثة ترى عكس ذلك، لأنه ليس صدامًا دينيًا ولا صراعًا عقائديًا ولكنه صراعًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا وثقافيًا في المقام الأول.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية