القنصل الأمريكي العام والمشمولون بحمايته في مصر (1848- 1879)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد، كلية الآداب – جامعة دمنهور

المستخلص

في تلك الدراسة نحن لسنا أمام جالية أمريكية بالمعنى الحقيقي أو الواقعي الذي كان معمولًا به في مصر، وكانت عليه أحوال جاليات أجنبية أخرى كاليونانية والإيطالية والفرنسية وغيرها، وإنما كنا أمام أشخاص –ليسوا أمريكيين في المجمل- لكنهم مشمولون بحماية القنصل الأمريكي في مصر، مستفيدون من نظام الحمايات الأجنبية الذي كان سائدًا في كل أرجاء الدولة العثمانية. صحيح أنه كان هناك أمريكيون يتوافدون على البلاد لأسباب مختلفة، إلا أنهم في المجمل لم يكونوا من المقيمين بها، وإنما كانوا زائرين أو عابرين أو سائحين، لم يشكلوا جالية قاطنة كغيرهم من اليونانيين أو الإيطاليين على سبيل المثال.
فكان لكل تلك الأسباب مجتمعة، فضلًا عن البعد الجغرافي الكبير بين الولايات المتحدة ومنطقة شرقي المتوسط أن حبذت فكرة دعم إيجاد مواطئ قدم بصورة دبلوماسية في شرقي المتوسط أسوة بباقي الدول الكبرى، مستفيدة من نظام الحمايات الغربية السائد في كل أرجاء الدولة العثمانية، وليس لغاية واضحة كباقي الدول الأوروبية الأخرى المتواجدة منذ فترات أقدم، بحكم أنه كان لها واقع سياسي أرسخ في بلادها، فضلًا عن قرب قارتها الجغرافي للمنطقة. حتى أن الجانب الاقتصادي الذي هو ديدن الحياة والشخصية الأمريكيتين بكافة تكويناتهما وتفاصيلهما لم يكن موجودًا بصورة واضحة في مصر لأسباب مختلفة. ومع ذلك كان لهذا القنصل الأمريكي والمشمولون بحمايته ممارسات كثيرة في مصر مستغلين أنه كانوا يعيشون "الفترة الذهبية للقناصل" التي اهتبل فيها هؤلاء الأجانب من هذه البلد الكثير بدون رادع أو زاجر. وهذا ما تناقشه الدراسة بالتفصيل من خلال السجلات المحفوظة في دار الوثائق القومية.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية