مناورات صفقة الأسلحة التشيكية بين قوة وطنية صاعدة وقوتين كبريين متصارعتين (1953- 1955)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد، كلية الآداب – جامعة دمنهور

المستخلص

في مطلع عام 1953 دخلت "الحرب الباردة" مرحلتها الثانية، بوصول إدارتين جديدتين إلى السلطة في كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوڤييتي، انهمكتا في "تطبيق عملي" للمساجلات النظرية التي كانت تلك القوتان الكبريان قد خاضتها خلال المرحلة الأولى من هذه الحرب ابتداءً من عام 1947. وأنه بالوصول إلى تلك المرحلة الجديدة، التي انعكست آثارها على العالم أجمع، ظهرت قوى أخرى محلية وإقليمية أخرى كانت تحاول التواجد بين هذين القطبين الكبيرين، إما بالدوران في فلكهما، أو بعدم الانحياز إليهما، فكانت المناورات الدپلوماسية والإعلامية والدعائية في أوجها.
وكانت مصر من بين تلك القوى المحلية والإقليمية البازغة، الراغبة في تسليح جيشها وتحديث وضعها العام، فوقعت بين هاتين القوتين الكبيرتين، ونجحت في النهاية في الاستفادة من صراعهما وتنافسهما على العالم أجمع، وحصلت مصر على الأسلحة الجديدة من المعسكر الشرقي في عام 1955. ولم يبطل هذا الوضع الجديد فقط فاعلية "حلف بغداد"، أو احتكار الغرب لمصادر التسليح في المنطقة، وهيمنته على كامل الأمور السياسية والعسكرية والاقتصادية بها، وإنما عززت تلك الصفقة في الوقت ذاته من مكانة مصر وقيادتها محليًا وإقليميًا ودوليًا. ونضيف أنها شجعت كثير من الوطنيات الناشئة لانتهاج سياسة مشابهة لما انتهجته الدولة المصرية، بالمناورة على هامش هذا التسابق بين المعسكرين الكبيرين، وهذا ما يناقشه هذا البحث بالتفصيل.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية