منهج أهل السنة والجماعة في أقدار الله المؤلمة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ العقيدة والدعوة المساعد كلية الشريعة والأنظمة - جامعة الطائف

المستخلص

      الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ...  أما بعد :    
        فقد تفرّد عزّ وجلّ بالخلق والأمر ، فكما أن أحكامه عدلٌ فكذلك سنته في خلقه وقدره ، فإذا أراد أن يخلق شيئًا كان خلقه له خيرًا من أن لا يخلقه، وما كان عدمه خيرًا من وجوده ، فوجوده شرٌ ، والشرُّ ليس إليه ، بل هو منزه عنه.
      وقد نص أهل السنة والجماعة على أن القضاء الإلهي لا شر فيه بوجه من الوجوه، لأنه علمُ الله وقدرته وكتابته ومشيئته، وذلك خير محضٌ وكمال ، فالشر ليس إليه سبحانه، لا في ذاته ، ولا في أسمائه و صفاته ، ولا في أفعاله ، وإنما يدخل الشر الإضافي في المقضي المقدر، ويكون شراً بالنسبة إلى المحل الذي حلّ فيه دون غيره.
      وتأتي هذه الشرور والآلام عدلاً منه سبحانه يعاقب بها من يشاء من عباده، لا يخلو وجودها من حكم عظيمة . ومن تدبر القرآن تبين له أن أغلب ما يذكره الله تعالى في خلق الكفر والمعاصي إنما هو جزاء لتركِ مأمورٍ أو فعل محظورٍ ، كقوله تعالى: « قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا» أو ابتلاء ، وكل ذلك راجع لحكمته سبحانه ، وفي حكمته الخير المطلق .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية