منحوتات نوك وايفِي الآدمية خلال العصر الحديدي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس التاريخ القديم بقسم التاريخ- معهد البحوث والدراسات الافريقية ودول حوض النيل - جامعة أسوان

المستخلص

منحوتات غرب أفريقيا (تراكوتا نوك NOK ورؤوس إيفي IFE) تمثل تقليدًا أفريقيًا أصليًا بلغ مستوى عالٍ من الواقعية والحرفية الشديدة، حيث ارتبطت مملكة نوك بثقافة صهر المعادن ومنها انتقلت إلى وسط وجنوب أفريقيا، عن طريق الهجرات البانتوية، بينما ارتبطت إيفي عبر طرق التجارة بشمال أفريقيا وثقافة البحر المتوسط، ونوك وإيفي الثقافتان الوحيدتان من أفريقيا جنوب الصحراء التي صنعتا منحوتات لأشكال أدمية تقترب من الحجم الطبيعي. وقد ورثت حضارة إيفي العديد من جوانب حضارة نوك حيث تعد نوك أول مثال على تكنولوجيا صهر الحديد في أفريقيا جنوب الصحراء، ومنحوتات نوك تسهم بشكل كبير في معرفة الاتجاهات الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية لحضارة نوك، كما أنها تدل بشكل كبير على المدى الجغرافي الذي انتشر فيه تأثير نوك، وتوثق للأمراض التي أصابت السكان منها داء الفيل – الاستسقاء – تشوه الأسنان – تشوه الأطراف -البدانة، كما انتشر تصوير مرض العمى النهري. وتعد منحوتات نوك وسيلة لتتبع الهجرات البانتوية في أفريقيا، كما تدل على وجود شبكة تجارية واسعة النطاق. يمكن تمييز منحوتات نوك الآدمية من خلال الأسلوب الهندسي للوجه والعيون البارزة ذات الشكل المثلث والحجم المبالغ فيه الذي يحتل معظم الجبهة والحواجب البارزة. وتعد رؤوس إيفي تطورًا لمنحوتات نوك حيث تطورت من التراكوتا إلى النحاس وأصبحت مقاييس النحت أكثر دقة وتعكس منحوتات إيفي صورًا هادئة للإنسان وهي عمل طبيعي متقن يتميز بالعيون اللوزية والمسحوبة لأعلى، وهي التي تعطي المظهر الهادئ للمنحوتة، والدقة في التفاصيل التشريحية للوجه وللأذنين. والتفسير الديني هو الأقرب لتوضيح الغرض من إنتاج منحوتات نوك وإيفي، ويدعم ذلك الاعتقاد الروايات الشفوية والأدلة الاثنوجرافية. كما أن إيفي تعد حاليًا مكانًا مقدسًا.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية