تناص الأساطير في سداسية إبراهيم الكوني (نماذج مختارة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 مقيدة ومسجلة بالدراسات العليا في قسم اللغة العربية - کلية الآداب - جامعة جنوب الوادي

2 أستاذ الأدب والنقد - کلية الآداب - جامعة جنوب الوادي

المستخلص

يُعتبر إبراهيم الكوني من الروائيين الذين استطاعوا أن يُحلقوا بالرواية العربية إلى آفاق جديدة من خلال استلهامه للأساطير وإعادة صياغتها في سياق معاصر؛ كما تُظهر أعماله كيف يمكن للأساطير أن تُشكل وعي القراء وتُؤثر في تصوراتهم للعالم من حولهم؛ ومن خلال تناوله للأساطير بأسلوب فريد، يُبرز الكوني العلاقة بين الإنسان والطبيعة، والبحث عن المعنى في عالم مليء بالتحديات؛ إن الغوص في أعمال الكوني يُعد دعوة لاستكشاف الذات والتأمل في القيم الإنسانية التي تُشكل جوهر الوجود؛ فهو يُقدم من خلال أدبه مرآة تعكس صورة الإنسان في مواجهة مصيره، مُعتمدًا على الأساطير كوسيلة للتعبير عن الحقائق العميقة التي تُحرك الروح الإنسانية. يستكشف هذا البحث التناص الأسطوري في أعمال إبراهيم الكوني، مركزًا على سداسيته "الأسلاف والأخلاف"؛ يتم تحليل الأساطير العربية، القرطاجية، اليونانية، الرومانية، والعبرانية كما تظهر في روايات "يعقوب وأبنائه"، "قابيل أين أخوك هابيل"، و"يوسف بلا إخوته". يُبحث في الدوافع وراء استخدام الكوني لهذه الأساطير وكيفية تأثيرها على بنية النص وتعزيز موضوعاته ويُعد التناص الأسطوري أداة فعّالة لإبراهيم الكوني لإثراء نصوصه بطبقات معنوية متعددة، مما يُعمق البُعد الثقافي والفلسفي لأعماله.
من خلال إعادة صياغة هذه الأساطير، يُقدم الكوني رؤية معاصرة تُبرز الترابط بين الماضي والحاضر، وتُسلط الضوء على القضايا الإنسانية الأزلية. وتتجلى في أعمال الكوني الرؤية الشمولية للوجود، حيث يُعالج موضوعات مثل الهوية، الصحراء، والبحث عن الذات في إطار يتجاوز الزمان والمكان، كما يُعد الكوني بحق شاعر الصحراء، فهو يُحاكي رمالها المتحركة وسمائها الفسيحة في نصوصه التي تتسم بالعمق والتأمل.
ومن خلال استخدامه للغة شاعرية وصور بلاغية غنية، يُنقل القارئ إلى عوالم تُثير الخيال وتُحفز الفكر، إن الاستغراق في قراءة أعمال الكوني يُشبه رحلة عبر الزمن، حيث تُفتح أمامنا أبواب لفهم أعمق للتاريخ والأساطير وتأثيرها على الحضارة الإنسانية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية