التفاعل النصي في (المنام الكبير) للوهراني

يدرس هذا البحث التفاعل النصي في (المنام الكبير) لركن الدين محمد بن محرز الوهراني (ت575هـ)، وهو نص فريد ثري، يعج بالدلالات المتنوعة، ويعقد صلات بالكثير من النصوص السابقة والمعاصرة واللاحقة له، وكذا الإبداعية والتداولية، كما وظف ظواهر فنية وشعرية وموضوعية عدّة؛ مما يجعل منه نصا محوريا رائدا، ويوضح أنماط التفاعل النصي المختلفة التي أسهمت في تشكل البنية النهائية والمكتملة لهذا النص الذي يعد شكلا قصصيا له خصائص مميزة، وإنْ تنازعته أشكال أخرى تختلف باختلاف ذائقة المتلقي وثقافاته وأفكاره ورؤاه؛ مما يزيده ثراء، ويولد تأويلات متباينة.
وارتكز البحث على أنماط التفاعل النصي الذي حددها جيرار جينيت، وهي: التناص، والنص الموازي، والميتانص، والتعالق النصي، وجامع النص، فتتبّع حضورها في البنية الداخلية للنص، وكذا البنيات الخارجية التي أحاطت به وأسهمت في تشكّله؛ بما يعني أن البحث لم يرضخ كليةً لتنظيرات جينيت؛ إذ كانت له رؤيته الخاصة التي دلف منها إلى القراءة النقدية التحليلية للنص، فانطلق من تقسيم التفاعل النصي إلى قسمين شكّلا المبحثين الرئيسين له، وهما التفاعل النصي النسقي، والتفاعل النصي السياقي؛ مما تطلب استقراء كثير من النصوص كالآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، والأبيات الشعرية، والكتب الأدبية مختلفة المضامين، كرسالة الغفران للمعري، وروض الرياحين في حكايات الصالحين لليافعي، وكتاب التوهم للمحاسبي.  
ويأتي البحث في تمهيد يتناول: ماهية التفاعل النصي، وأنماطه عند جينيت، ومبحثين يتضمنان سبعة محاور، المبحث الأول بعنوان: التفاعل النصي النسقي، أي التناص، ويتضمن ثلاثة محاور، هي: أشكال التناص، وأنواع التناص، وأنماط التناص، والمبحث الثاني بعنوان: التفاعل النصي السياقي، ويتضمن أربعة محاور، هي: النص الموازي، والميتانص، والتعالق النصي، وجامع النص، وخاتمة.