عوامل المكانة الاجتماعية والاقتصادية وتشكيل الصورة الذهنية عن النساء العقيمات: دراسة أنثروبولوجية فى محافظة الفيوم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا المساعد- كلية الآداب- جامعة الفيوم

10.21608/qarts.2025.390928.2238

المستخلص

تهدف الدراسة إلى تعرف عوامل المكانة الاجتماعية والاقتصادية فى تشكيل الصورة الذهنية عن النساء العقيمات لدى المحيطين بهن من عائلة الزوج، ومردود العقم السلبى والإيجابى لدى النساء فى تشكيل صورتهن الذهنية النمطية. تعتمد الدراسة على المنهج الأنثروبولوجى بأدواته كدليل العمل الميدانى والمقابلة مع (15) من المبحوثات والإخباريين.
أوضحت الدراسة أن هناك صورتين ذهنيتين مختلفتين فى النظر إلى النساء العقيمات داخل المجتمع، حسب اختلاف عوامل المكانة الاجتماعية والاقتصادية لدى النساء العقيمات. ترفض الصورة الذهنية الأولى الصورة النمطية عن النساء العقيمات بفعل مجموعة من عوامل المكانة الاجتماعية والاقتصادية التى تميزهن مثل التعليم الجامعى والدعم الاجتماعى الملموس من أزواجهن وعائلاتهن من خلال المساعدة المالية والمساعدة فى المهام اليومية، علاوة على الدعم الاجتماعى المعنوى والمعلوماتى. بالإضافة إلى العمل والدخل لدى النساء العقيمات، حيث يمنحهن القوة والاستقلال مما يزيد من مكانتهن، إذ تسهمن بدخلهن فى الإنفاق المنزلى، فهن تمثلن معيلًا ثانيًا، خاصة لدى الأزواج الذين يعانون من عدم اليقين الاقتصادى (البطالة وانخفاض الدخل). علاوة على القدرة المالية على تحمل وتدبير تكلفة العلاج والتى ترتبط بالتفاوت الطبقى بين الأسر، وبالتالى ارتباط الإنجاب بالطبقة خاصة لدى النساء العقيمات عقمًا ثانويًا. وعلى أية حال، تسهم عوامل المكانة الاجتماعية والاقتصادية فى تحسين صورتهن لدى المحيطين بهن من عائلة الزوج، فلا يتم طلاقهن. مما يؤكد أن العقم لدى النساء ليس وصمة، فهو مسألة لايجب ردها إلى المرأة وبالتالى رفض الصورة النمطية فى مسألة وصم المرأة العقيم.
أظهرت الدراسة أن الصورة الذهنية الثانية هى الصورة النمطية والتى تتمثل فى المردود السلبى للعقم الأولى لدى النساء ذوات المكانة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة حيث تعانين من انخفاض المستوى التعليمى وعدم اليقين الاقتصادى. ويتضح المردود السلبى فى الإساءة اللفظية بالكلمات والأمثال الشعبية وتعدد الزوجات والطلاق. كما أوضحت الدراسة، دور القرابة بين الأزواج فى الحد من الإساءة اللفظية بالكلمات والأمثال الشعبية والطلاق لدى النساء ذوات العقم الأولى، بينما قد تؤدى إلى قبول تعدد الزوجات. وأخيرًا، كشفت الدراسة أن هناك مردود إيجابى للنساء المطلقات ذوات العقم الأولى، فلهن تفضيل زواجى لدى فئة الرجال المطلقين أو الأرامل الذين انجبوا أطفالًا من علاقاتهم الزواجية السابقة، مما يؤدى إلى تشكيل وتحسين صورتهن النمطية لدى المحيطين بهن.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية