بَلاغَةُ بِنَاءِ الْقِصَّةِ فِي الْبَيَانِ النَّبَوِيِّ: قِصَّة الأَبْرَصِ وَالأَقْرَعِ وَالأَعْمَى نَمُوذَجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ البلاغة والنقد المساعد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة- جامعة الأزهر

10.21608/qarts.2025.419815.2301

المستخلص

إنَّ الحديثَ النبويَّ الشريفَ يُمثِّلُ مصدرًا أساسيًّا من مصادر التشريع الإسلامي، ومجالًا غنيًّا للغةِ والبلاغةِ والفكرِ، وقد تميَّزتِ الأحاديثُ النبويَّةُ بجزالةِ الألفاظِ، وعمقِ المعاني، ودقة التصوير، مما يجعلها مادة خصبةً للدراسة البلاغيَّة.
وقد استخدم النبيُّ ﷺ القصةَ في أحاديثِهِ بأسلوبٍ فريدٍ يجمعُ بين سهولةِ التركيبِ وعُمقِ المعنى، والإيجازِ والإقناعِ، فكانت وسيلةً مؤثِّرةً في النفوس، تحملُ القيمَ والمواعظَ والعبرَ، وتُخاطبُ العقلَ والوجدانَ معًا.
ويأتي حديثُ الثلاثة الذين ابتلاهم اللهُ - تعالى- (الأبْرصِ والأقرعِ والأعمى)، الذي رواه الإمامانِ البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيْهِما، مثالًا بليغًا على ذلك؛ إذ يجمع بين أسلوبِ القصةِ، وروعةِ التصويرِ، وبلاغةِ السَّردِ، وسلاسةِ الحوارِ، مع عُمقِ الرسالةِ الأخلاقيَّةِ والتربويَّةِ التي يحملها هذا الحديثُ.
وقد استخدمَ النبيُّ ﷺ في هذه القصةِ قصَّةِ الأبرصِ والأقرعِ والأعمى مجموعةً من الأدواتِ البلاغيةِ التي تُعزّزُ الأثرَ، منها الحوارُ بينَ الملَكِ والشخصياتِ الثلاثةِ، هذا الحوارُ يكشفُ عن شخصيةِ كلِّ فردٍ، ويُبرزُ دوافعَه، ويُظهرُ حقيقةَ موقفهِ من النعمةِ.
من هنا جاءت هذه الدراسةُ لتسلط الضوءَ على بلاغةِ البناءِ القصصيِّ في السنَّةِ النبويَّةِ المُطهَّرةِ، وإبرازِ الجوانبِ البلاغيَّةِ في هذا الحديثِ الشريفِ قصَّةِ الأبرصِ والأقرعِ والأعمى، وتُظهر كيف وظَّف النبيُّ ﷺ أدواتِ اللغة ببلاغةٍ وفِطنةٍ لإيصال رسالته الإيمانيَّةِ والتربويَّةِ في قالبٍ قصصيٍّ مُؤثِّرٍ يُثْبِتُ أنَّ البيانَ النبويَّ ليسَ مجرّدَ وسيلةٍ للإخبارِ، بل هوَ أداةٌ لبناءِ القِيَمِ وتشكيلِ الوعيِ، من خلالِ توظيفِ القصةِ بأُسلوبٍ قصصيٍّ بارعٍ يُلامسُ الفطرةَ الإنسانيَّةَ، ويُحققُ أعلى درجاتِ التأثيرِ والإقناعِ.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية