جماليات تلقي الرواية الشعرية عند الشعراء الصعاليك قافية تأبَّطَ شَرًّا نموذجًا "يا عيد ما لك من شوق وإيراق"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة الباحة

المستخلص

يتناول هذا البحث جماليات تلقي الرواية الشعرية التي تعد سمة من سمات عصر يخضع لعقلية شفوية لم تعرف "الثبات" النصي المعروف في المجتمع الكتابي، مما يمكن أن ينطوي على نوع من التأويل "الذاتي" للنصوص؛ إذ تعاد روايتها في المجتمع الشفاهي، سواء من قبل الشاعر أو من قبل الراوي. وقد قبل المجتمع العربي الكتابي الإسلامي هذه العقلية الشفوية وما أنتجته من شعر بوصفها مرحلة تأسيسية يمكن البناء عليها ثقافيًّا، وخصوصا أن القرآن الكريم جاء بمعجزة بيانية تتحدى العرب وتدعوهم إلى التحول إلى مرحلة كتابية جديدة. من هنا كان تقبل العرب للشعر الجاهلي برواياته التي لا تخضع للثبات على أساس أن هذه الروايات تمثل ثراءً في فهم هذا الشعر؛ لأنها نابعة من طبيعته. وهكذا حافظوا على تلك الروايات، ووجدوا فيها مجالاً خصباً للتأويل، وتوجيه المعنى الذي يتناسب مع عقليتهم "النصية" التي تفضل اعتماد "نص" واحد قابل لتأويلات متعددة.
وتتجلى حركية الرواية الشعرية في قصيدة (تأبط شرا) في استخدام الشاعر للغة شعرية متقنة، تكشف عن فئة مهمة من المجتمع الجاهلي يوصفون بالصعلكة، وهم:(الشعراء الصعاليك) الذين يُعدون أنفسهم جزءًا مهمًّا من التاريخ الأدبي والثقافي، رافضين القيود الاجتماعية، متصفين بالتحرر حتى في اللغة، مما كشف لنا إمكانات لا محدودة من الإبداع الفني.
 وقد جاء الكشف عن خصوصية الرواية في قصيدة (تأبَّط شرًّا) من خلال تحليل البنى الأصلية لدى الشراح بوصفهم شراحًا كتابيين، وواعين بالمدخلات اللغوية، وإظهار القيم الجمالية والمزايا التعبيرية التي تخلقها حركية الرواية، باعتبارهم متلقين للنص الشعري.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية