سياحة المتاحف المصرية من منظور جغرافي: دراسة حالة لمتحف سوهاج القومي

       تعد المتاحف أحد أبرز المقومات الثقافية لصناعة السياحة، فلم تعد مخازن لحفظ التراث بل مركزًا للثقافة ووسيلة للترفيه، فالعلاقة بين المتاحف والسياحة علاقة تبادلية؛ حيث تلعب السياحة دورًا مهمًا في تنشيط المتاحف وزيادة عدد الزائرين والدخل، أما المتاحف فتسهم في جذب المزيد من السائحين (الزائرين) خاصة في المناطق التي ترتكز على السياحة الثقافية، وبلغ عدد المتاحف المفتوحة للزيارة في مصر حوالي 78 متحفًا عام 2021م.
       وتواجه المتاحف بمصر العديد من التحديات من أهمها انخفاض عدد زوارها وتظهر الإشكالية في غياب الدراسات الجغرافية المتخصصة في سياحة المتاحف، وتهدف هذه الورقة إلى الاستفادة من إمكانيات نظم المعلومات الجغرافية في إنشاء قاعدة بيانات جغرافية للمعالم السياحية بمدينة سوهاج (الإسلامية، والمسيحية، والأثرية، والترفيهية، والحديثة)، فضلاً عن الخدمات المصاحبة مثل:(المطاعم، والكافيتريات، والفنادق، وشركات السياحة، والمطار)، من خلال خريطة متكاملة لربط المتحف مع معالم المدينة مدعومة بجدول المسافات وطرق الوصول من المتحف لأي معلم منهما؛ حيث أن أغلب المتاحف في مصر لم تكن عنصر جذب سياحي رئيسي وإنما عنصر ثانوي مكمل لعناصر أساسية كالمعالم الأثرية والترفيهية.
    وركزت الدراسة في شقها النظري على دراسة نشأة المتاحف وأنواعها وتوزيعها الجغرافي في مصر، والخصائص الجيوسياحية للمتاحف المصرية، أما الشق الميداني للدراسة فاعتمد على تحليل استمارة استبانة تم توزيعها على عينة من الزائرين والموظفين بمتحف سوهاج القومي، وبلغت (١٧٥زائر) (و٣٠ موظفًا) بالمتحف، كما تم التحليل الإحصائي باستخدام المؤشرات الكمية كمؤشر الغطاء المكاني والبشري للمتحف، ومؤشر المكانة المتحفية، ومؤشر التركز وغيرهم، وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي ومنهج الفجوة.
   وخَلِصَت نتائج الدراسة الميدانية إلى أن متحف سوهاج القومي يعاني من العديد من السلبيات منها فقر الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة (كالمتحف الافتراضي - المتحف المتنقل)، وافتقاره للمرشدين السياحيين، وتوصلت الدراسة لعدد من التوصيات لتطوير سياحة المتاحف المصرية بوجه عام ومتحف سوهاج القومي بشكل خاص تمهيدًا لوضع متحف سوهاج القومي على الخريطة السياحية لمصر.