المعالجة المنطقية للدلالة اللغوية عند ريتشارد مونتاجيو

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس المنطق وفلسفة العلوم قسم الفلسفة – كلية الآداب – جامعة الإسكندرية

المستخلص

تعد دراسة السيمانطيقا اللغوية وطبيعتها وأبعادها موضوعًا مهمًا لعدد من المجالات؛ مثل فلسفة اللغة وعلم اللغات، فضلًا عن الرياضيات والمنطق الرمزي، وقد كانت معظم التناولات والتحليلات التقليدية للغة وموضوعاتها تتمحور حول طبيعة الدلالة، وبنيتها اللغوية، وأبعادها من منظور لغوي أو فلسفي، إلا أن اتجاهًا ظهر في النصف الأول من القرن العشرين مع عدد من اللغويين أصحاب التوجهات الرياضية والمنطقية، هذا الاتجاه يقوم على التناول الصوري الرمزي للغة بعيدًا عن الرؤية التقليدية، وقد كُلل هذا الاتجاه برؤية مونتاجيو في الدلالة اللغوية ومحاولة تناولها بشكل رمزي؛ إذ حاول وضع تصور جديد لتحليل المفاهيم السيمانطيقية والتركيب البنائي للجمل والعبارات-مستعينًا بأساسيات التحليل المنطقي للغة عند سابقيه مثل تارسكي وكارناب- بحيث يصلح ترميزها ووضعها في صورة نسق من الرموز والفئات والبديهيات، وقد اختلف عن سابقيه بإضفاء الرؤية الصورية البحتة على اللغة، ثم انتقل لتحليل التركيب النحوي للغات عمومًا، محاولًا وضع مجموعة من القواعد التي تتماشي بشكل نسقي مع البنية اللغوية لأية لغة، وما لبث أن وضع أكثر من لغة صورية افتراضية مستعينًا بأدوات المنطق الرمزي التحليلية في بناء هذا النسق اللغوي الرياضي . وقد حاول مونتاجيو تطبيق هذه الرؤية بشكل عملي على التحليل اللغوي النحوي التقليدي للغات الطبيعية، ومنها اللغة الإنجليزية، ومحاولة تبسيط اللغات، ووضعها في إطار نسقي مبسط يمكن استيعابه بسهولة، واستعان مونتاجيو بعدد من الأساليب واللغات المنطقية، مثل لغة المنطق القصدي، والبعد المنطقي للعوالم الممكنة، والاحتمال الرياضي، وغيرها من الأدوات الصورية . وكانت تلك الرؤية – كغيرها من التصورات الجديدة – موضع قبول لدى البعض وانتقاد لدى الأخر، فهناك العديد من أوجه النقد ومحاولة التعديل التي لحقت بمفهوم مونتاجو بخصوص هذا التصور الرياضي الرمزي النسقي للدلالة اللغوية .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية

مجلة کلية الآداب بقنا
المجلد 34، العدد 69
أكتوبر (العلوم الإنسانية)
أكتوبر 2025
الصفحة 219-278

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات