إدارة أزمة مايو ومقدمات حرب يونيو – حزيران - 1967 م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بالأكاديمية الحديثة لعلوم الكمبيوتر

10.21608/qarts.2024.291311.1959

المستخلص

يتعامل البحث مع الأحداث التي وقعت بين حربي العدوان الثلاثي عام 1956 ويونيو 1967 دورا خطيرا في التمهيد لحرب 67، وتلك الأحداث هي مقدمات لتك الحرب، وهي بمثابة تاريخ المسكوت عنه في تاريخ العربي المعاصر، حيث نستطيع أن نستنبط ونحلل من تلك الوقائع المتغيرات التي على إثرها تغيرت خريطة العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط.
وقد تردد في الفترة الأخيرة الكثير من التحليلات والتعليقات حول أزمة مقدمات حرب يونيه – حزيران 1967 ، وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط خاصة، والعالم برمته، كما أثير جدلا كبير بين المؤرخين وكذلك الأوساط الثقافية حول تلك الأزمة، لعل مرجعه سوء فهم التطورات التاريخية، والوضع الراهن بالمنطقة في ظل وجود إسرائيل، وليس ذلك فحسب بل أن حركة التاريخ من تغيرات وتحولات كونية سواء فكرية أو ثقافية أو سياسية أو اجتماعية في ظل وجود مفارقات عقائدية متنوعة وأيدولوجيات متعددة سادت في عدة أقطار عربية خلال تلك الفترة، ما أدى إلى تشاحنات سياسية جعلت العلاقات بين الأنظمة العربية إلى حرب باردة ، بل وصل الأمر بينهم إلى طريق مسدود في ظل تهديدات مستمرة من إدارة تل أبيب، ومن هنا كانت مشكلة الدراسة التي تتمثل في سوء إدارة نظام عبد الناصر لتلك الأزمة، خاصة وأن قراراته التصعيدية أدت إلى مواجهة عسكرية، وقبل طرح تلك الإشكالية سأتطرق إلى الإطار النظري  للأزمة.
  تلك الأزمة كانت نقطة تحول مصيرية في مجرى الحدث وهذا ما يعرف بها بأنها تتميز بتحسن ملحوظ أو بتأخر حاد، ومتغير مؤثر تبعه عدد من المتغيرات التي غيرت في وضع المنطقة، ورغم أنه لا يوجد تعريف واضح للأزمة ، إلا أن هذا المصطلح بات يستعمل في مختلف فروع العلوم الإنسانية وبات يعني مجموعة الظروف والأحداث المفاجئة التي تنطوي على تهديد واضح للوضع الراهن المستقر في طبيعة الأشياء، وهي النقطة الحرجة، التي يتحدد عندها مصير تطور ما أما إلى الأفضل أو الأسوأ (مثل الحياة أو الموت أو الحرب أو السلم) لإيجاد حل لمشكلة ما أو انفجارها، ولكل أزمة لها مستويات لإدارتها ، فالنزاعات غالبا ما تمر بمرحلة الأزمة قبل أن تندلع الحرب، وعلى أية حال فإن إدارة الأزمة هي ليست وسيلة جديدة في العلاقات الدولية، بل كانت في صميم آلية التوزان في أوروبا حيث نجحت الدبلوماسية المتعددة الجانب في الحفاظ على السلام قبل حروب نابليون، ومستويات الأزمة هو الأساس الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ ونطاق العمليات، وهو ما فشلت فيه إدارة القاهرة في احتواء أزمة مايو بل لجأت إلى أسلوب التصعيد والمواجهة، وهذا ما تناوله البحث في إبراز سوء إدارة عبد الناصر في تخطي تلك الأزمة وهذه هي المشكلة.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية